كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، كنّا نرتحل بين عوالم ألف ليلة وليلة، ونعيش لياليًا فاتنة بين قصص السحر والجن حتى الثمالة، كبيرُنا وصغيرُنا، نساؤنا ورجالنا، نعشق الخيال ونسبر أغواره بلا نهاية. لسنا وحدنا فقط، فهناك “ملحمة غلغاميش” لمن سبقونا في بلاد ما بين النهرين، و”رستم” في بلاد فارس، و”كليلة ودمنة” في الهند، وقصص “كاميلوت والملك آرثر” لدى الإنجليز، والقائمة تطول بلا نهاية لدى جميع شعوب المعمورة. فكل ثقافة لديها قصصها وأساطيرها المفعمة بالخيال، أو كما تسمى في عصرنا الحالي “الفانتازيا”.
كان الخيال وما زال جزءًا من أنفسنا، وكأننا مفطورون عليه، بل هو كذلك، لكن في بدايات عالمنا الحديث وقبل بضع عقود “شيءٌ ما” حدث، لا أعلم ما هو ولماذا؟ وكأن هناك كيان شرير أخذ يسلخ منا شغف الخيال (الفانتازيا) والأساطير عندما نكبر، وبسبب ذلك حصلت عدة أشياء.