إنها الطبيعة ياسادة! قلبي يخفق لها وروحي تتغذى بها… فما أجمل خلق الله، وهل هناك أجمل من خلق الله؟
بدايةً، لستُ من كثيري الترحال، لكن وبالرغم من ذلك، أحب تخطيط رحلاتي بنفسي من حجوزات وغيرها، دون الارتباط بمكتب سياحي أو خطوط طيران محددة، فعندما أقرر وجهة معينة، تبدأ رحلة البحث والتقصي ولا ننسى استشارات ذوي الخبرة مما سبق لهم زيارة المكان، ومن ثم استعرض الخيارات المتاحة واختيار الأنسب لي شخصياً (السعر، أوقات الرحلة، محطة الإقلاع….إلخ).
تم اختيار يوم 26/5/2016 م، و البحرين كمحطة الانطلاق على الخطوط القطرية، مع أقصر وقت توقف (ترانزيت) ممكن. لا أعلم السبب لكن البحرين كمحطة انطلاق تتميز بأقل الأسعار، حيث تم توفير مايقارب 1000 ريال مقارنة بسعر الرحلات المباشرة من الدوحة أو الغير مباشرة مثل السعودية. حيث سعر التذكرة أصبحت في حدود 1600 ريال ذهاب وعودة. وتم اختيار منطقة (Puncak – بونتشاك) الجبلية لأقضي فيها رحلتي.
جدول الرحلة:
الإقلاع | التوقف | الوصول |
رحلة الذهاب: 26/5/2016 | ||
البحرين
05:05 مساءً |
الدوحة
مدة التوقف: 01:20 |
جاكرتا
07:40 صباحاً |
رحلة العودة: 2/6/2016 | ||
جاكرتا
08:55 صباحاً |
الدوحة
مدة التوقف: 01:55 |
البحرين
03:50 مساءً |
كل شيء على الورق يبدو مثالياً، فمثلاً وقت الوصول كان في الصباح الباكر، بعيداً عن الازدحام الشديد لشوارع العاصمة في المساء، بالإضافة تكون قد كسبت يوماً كاملاً لتتمتع فيه بما يحلو لك… لكن حصل مالم يكن بالحسبان، مما حول رحلة الذهاب إلى كارثة لاتنسى، أو كما نسميها باللهجة العامية (نكبة ).
حيث تعطلت طائرة (البحرين-الدوحة) قبل الإقلاع، واستغرق اصلاحها قرابة الساعتين أو أكثر، مما تسبب في تأخري للوصول الدوحة، حيث حلقت طائرة جاكرتا قبل وصولنا بـ 20 دقيقة، ومن ثم تم تحويلنا إلى طائرة آخرى ستحلق بعد 7 ساعات! أي الساعة 2:30 بعد منتصف الليل، مهلاً… (النكبة) لم تتوقف هنا، بل وصلنا إلى جاكرتا في أسوأ وقت ممكن (مساء عطلة نهاية الأسبوع) ، بمعنى آخر ازدحام مضاعف بشكل مخيف، فالمدة الزمنية بين جاكرتا وبونتشاك هي ساعتين إلى ساعتين ونصف، لكن مع مساء عطلة نهاية الأسبوع تحولت إلى 7 ساعات!!
تعطل الطائرة لساعتين + 7 ساعات انتظار للرحلة الآخرى + 8 ساعات مدة الرحلة إلى جاكرتا + 7 ساعات بالسيارة من جاكرتا إلى بونشاك= 24 ساعة من الإرهاق المتواصل
ومما يزيد (الطين بلة) أني لا أستطيع النوم أبداً على مقعد أو وسيلة مواصلات، لذا كنت مستيقضاً لمايقارب الـ 36 ساعة بشكل متواصل!.. نعم رحلة الذهاب كانت جحيم مستعر!! وبسبب ضياع يوم كامل وتعطل الطائرة، ولأني أصبت بالإرهاق والتعب الشديدين، لم أستطع زيارة الكثير من الأماكن، لكن على الأقل زرت معظمها…. لكن باستثناء هذه (النكبة) كانت الرحلة لطيفة وجميلة جداً واستمتعت بها كثيراً.
الطقس في جاكرتا كان رطباً قليلاً والحرارة 35 درجة مؤوية، وغائماً معظم الوقت. أما منطقة الإقامة (بونتشاك) كان الطقس غائماً أغلب الأوقات مع رشات خفيفة من المطر هنا وهناك، لذا كنت لا أخرج من دون مظلتي، أما الحرارة كانت لاتتعدى 24 درجة مئوية.
أما طبيعة الناس هناك، فهم شعب طيب دائم الابتسامة والوجه البشوش، وخدوم جداً، لاتشاهد وجهاً غاضباً أبداً، مما يشعرك بالسلام والطمأنينة هناك، أخلع قبعتي تحية لطيبة الشعب الإندونيسي
كوتا بونغا -Kota Bunga
بدايةً اخترت مكان إقامتي في ( كوتا بونغا -Kota Bunga) أو (مدينة الزهور) كما تترجم في اللغة العربية، وهي منطقة خاصة مسوّرة ومؤمنة ذات شوارع ومرافق جميلة وهادئة جداً ومشجرة بشكل أنيق، تبعد عن وسط (بونتشاك) حوالي العشرين دقيقة.
وعند اختياري للفيلا، حاولت الحصول على أفضل إطلالة ممكنة، مع الكثير من الشُرَف و تكامل خدمات التكييف، والغاز وغيرها، لذا اخترت المبيت فوق الجبل، لأستمتع بأفضل المناظر الجميلة حولي.
بحيرة Little Venice (البندقية الصغيرة)
بحيرة صغيرة جميلة، ذات رونق إيطالي متواجدة داخل (كوتا بونغا)، فكما اسمها “البندقية” -المدينة الإيطالية- ستمتع ناظريك على جمالها وأنت تستمع إلى الأوبيرا الإيطالية، وأيضاً تشاهد الزوارق الإيطالية التي تحوم عليها في أجوائها الرومانسية، كأنما أنت فعلاً في إيطاليا .
حديقة الزهور نوسانتارا (Taman Bunga Nusantara)
من أبدع الأماكن جمالاً وأبهجها ألواناً في (بونتشاك)، حديقة ساحرة كأنها من أساطير الخيال وقصص الـ (Fairy Tales). من الصدف الجميلة انه تساقطت علينا الأمطار، وشاهدت الناس تهلع وأنا ممسك مظلتي أمشي وأستمتع بالأمطار وهي تعانق الزهور.
الشلالات السبعة
سبعة شلالات في مكان واحد، تبدأ بالصعود من الأسفل إلى الأعلى لتلتقي بالشلالات الخلابة وحداً تلو الآخر، لكن الطريق بالسيارة كان صعباً ومتعباً جداً صعوداً ونزولاً، بالإضافة إلى تراكم إرهاق رحلة الذهاب، لم أستطع رؤية كل الشلالات، لكن استمتعت بكل مارأيته، مكان يجلب الراحة إلى القلب والسكينة إلى الروح، فصوت الشلال وخرير الماء في كل مكان، ينعش القلب والروح. لكن لسوء الحظ لم أنعم بجمال حديقة الفرشات هناك بسبب موسم التزاوج.
القفز المظلي (البراشوت)
القفز المظلي على أحد قمم الجبال في بونتشاك. مكان بارد جميل يصلح للتنزه والجلوس وشرب الشاي الإندونيسي وتناول الإفطار أثناء مشاهدتك للناس وهم يقفزون، أو إن كنت شجاعاً ( أو مجنوناً) بما يكفي لتقفز معهم بعد التوقيع على إخلاء المسؤولية في حالة سقوطك وموتك أو إصابتك.
حديقة السفاري (Taman Safari)
السفاري، حيث الحيوانات خارج الأقفاص وفي بيئتها الطبيعية تتحرك بحرية، تمضي بسيارتك لتشاهد أنواع الحيوانات المختلفة وهي تتصرف على طبيعتها. حديقة جميلة جداً وممتعة، تحوي على الكثير من المشاهد الاستعراضية مثل الدلافين ورعاة البقر والنمور وغيرها، بالإضافة إلى العديد من الألعاب الممتعة.
أعجبني كثيراً عرض رعاة البقر (الكاو بوي – Cowboy )، عرض مسرحي متقن وبمؤثرات بصرية مذهلة، كإنفجار خزان الماء وانفجار الداينمايت وخروج اللهب الحارق، وطلقات الرصاص في كل مكان، ولاننسى الممثلين المبدعين الذين أضحكونا وملؤونا إثارة، مع الحيوانات المدربة التي تجيد التمثيل أيضاً.
صور متفرقة من عدة أماكن
ختاماً.. هذه عدة صور من أماكن مختلفة لاتندرج تحت تصنيف معين مع بعض الشرح، و أتمنى لكم رحلات ممتعة خالية من (النكبات) .
هذا أول ماشاهدت عيناي أول ماخرجت من المطار، أول لمحة لي لأندونيسيا
هبطت الغيوم علينا في أحد الأيام في كوتا بونغا عند وقت الغروب، فأصبح الجو مليئاً بالرذاذ إلى درجة أنه أصبح يدغدغ الوجه… ما أجملها من لحظات
Very nice trip❤❤
تقرير جميل ولطيف صور رائعة ووصف مرتب
يعطيك العافية
جميل جدا يعطيك العافية ع التقرير