مراجعة: فتاة الكوخ

ككاتب، دائمًا أحاول استكشاف الكتب الجديدة لكتَّاب غير معروفين، والاطلاع على أنواع مغايرة والخروج من منطقتي المحببة (الفانتازيا)، وإلا كيف لنا أن نتعلم ونتطور؟

“فتاة الكوخ” رواية رومانسية بنمط كلاسيكي، تشبه إلى حدٍ ما الرواية الكلاسيكية “كبرياء وهوى”، لكن من كاتبة سعودية.

سبب اختياري لقراءة هذه الرواية، هو أن البطلة “خرساء” أي تسمع وتفهم ما يُقال، لكن لا تستطيع التحدث أو الصراخ أو إصدار أي صوت منذ الولادة. شدتي الفكرة الجديدة والغريبة، وككاتب أعلم أنها كانت تحدٍ كبير للكاتبة، لذا اقتنيت الكتاب دون تفكير، لأرى كيف عالجت هذا الموضوع كعمل سردي.

تدور أحداث الرواية مع بطلتنا القروية الخرساء في حرب الثلاثين عامًا، والتي طالت إسبانيا.
وبصراحة الكاتبة أجادت فكرة الفتاة الخرساء، حيث كيف كانت الفتاة تحاول أن توصل مشاعرها وأحاسيسها لكل من حولها ومن دون صوت. شخص أخرس، لا يستطيع حتى أن يستغيث بأحد، ولا أن يصدر صوت بكاء، فلا صوت يخرج من حنجرتها مهما حلَّت عليها من مصائب.

كل المشاعر والشخصيات ناضجة جداً وبعيدة عن المجاملات والمبالغات التي نراها في المسلسلات والأفلام، لنقل إن الكاتبة لديها نضج فكري في ماهية الحب وتفسير المشاعر وتأثير الصدمات على النفس البشرية. وبرعت في نقل كل هذا في سرد سلسل مبسط، مما يجعلك تلتهم الكتاب التهامًا.

عيوب الرواية:
-الإخراج كان بإمكانه أن يكون أفضل وأكثر تنظيمًا، خصوصاً في النصف الثاني من الرواية.
-كان على الكاتبة أن تطَّلع أكثر تاريخيًا على الحقبة الزمنية التي اختارتها، والحقائق التارخية المغلوطة، وأيضًا كان هناك خطأ فادح، الأحداث كما تقول الكاتبة في القرن التاسع عشر، لكن الحرب التي ذكرتها والتي تحوي الأحداث قد حدثت في القرن السادس عشر، قد يكون خطأ مطبعي، لكنه استمر حتى في الطبعة الرابعة والتي أمتلكها.

تقييمي:
6.9 من 10
تستحق القراء