مراجعة رواية: ثاني أكسيد الحب

ثاني أكسيد الحب

الكاتبة: منى سلامة
@vet.monasalama
التصنيف: رومانس/فانتازيا

بدايةً أنا لا أحب الروايات الرومانسية وقصص الحب المبتذلة بالأخص من نوع (أحبك وتحبني)، وبصراحة أنا شخص صعب الإرضاء وذوقي صعب بشكل عام.
قرأتها فقط بعد إصرار وعناد أختي بأن أفكارها تناسبني كثيرًا، ولم أكن مقتنعًا في البداية إلا بعد أن علمت أن تصنيفها (فانتازيا)، لكن خير ما فعلت هي، فهذه الرواية فعلًا مختلفة تماماً عن جميع قصص الحب والرومانسية بل شيء أكبر وأعمق من ذلك.
فهي رواية فانتازيا رومانسية عميقة، ومن الروايات اللي تزرع بذورًا بداخلك وتسكن في جوف قلبك وتنمو معك.

القصة الرئيسية تتحدث عن زوجين تطلقا وتفرقا، ثم بعدها بأسبوع جلسا من النوم ووجدا نفسيهما مقيدين بسلاسل داخل كهف مهجور وقد وأصاب الشيب خصلة من رأسيهما، ومن هنا تبدأ المغامرة!

دروس قوية في الحب والعلاقات، لكن في قالب روائي جميل وسرد عبقري يشدك للنهاية. بالرغم من أن الرواية طويلة (60 ألف كلمة) إلا إني أنهيتها في جلسة واحدة، وهذا ما لم تفعله رواية أخرى معي، بالرغم أن في رصيدي أكثر من 100 رواية مقروءة.

بناء الشخصيات والعمق النفسي لها هي أكثر ما يميز الرواية، فالكاتبة تغوص في أعماق الشخصيات ونستذكر معها ذكرياتها التي صنعت ماهم عليه اليوم، ومشاعرها العميقة من فرح وحزن, ذكرتني كثيرًا بأسلوب سلسلة أغنية الجليد والنار، حيث نعيش مع الشخصيات وما يدور في داخلها ونفهم أبعادها النفسية وتركيبتها الشخصية الفردية التي لاتشبه أحدًا آخر. وكشخص مهووس في علم النفس وتركيب الشخصيات وتحليلها، استمتعت كثيرًا في هذه النقطة.

وأما العيب الوحيد في الرواية هي البداية البطيئة والمملة نوعًا ما، لكن كل ذلك سيتغير لاحقًا.

التقييم:
هذه الرواية من الكتب التي إذا انتهيتَ منها تشعر بنفسك وكأنك عشت تجربة حياة كاملة، واكتسبت خبرات عديدة، وكبرت عدة سنوات بسببها. مما فاجأني عندما علمت بصغر عمر الكاتبة بالمقارنة مع المحتوى العميق.
وبالرغم اني شخص صعب التأثر سواء في الكتب أوالأفلام، إلا أن الرواية انتهت ودموعي في عيني… وهذا مالم يحدث معي أبدًا في أي كتاب آخر، رواية استطاعت أن تصل إلى أعماق وجداني.

تقيمي: 9 من 10