أصبحنا تحت حُكم الشبكات الإجتماعية، وأصبحنا مدمنين من دون أن نشعر، تكاد لاتمر ثانية من دون أن نخرج فيها هواتفنا لنرى إن كانت هناك تحديثات أو كتابات جديدة، أو يمر يوم من دون أن نشارك العالم لحظات حياتنا المختلفة. لذا هنا نحن نقف تحت السيطرة المطلقة لتقنيات الشبكات الإجتماعية المختلفة من Twiter, Facebook, Google+, Instagram, Whatsapp! وغيرها.
في شهر فبراير الماضي، قررت أن أخوض تجربة لمقاطعة الشبكات الإجتماعية المختلفة ولمدة أسبوع كامل، لكن أبقيت على بعض الخدمات الهامة، التي أستخدمها بشكل يومي وهام وعملي مثل Hangouts والبريد الإليكتروني. وبالطبع وضعت أمامي عدة نقاط أردت اختبارها:
- هل أنا مدمن؟
- هل أستطيع تفريغ نفسي أكثر لأكون منتجاً؟ أي أن أقرأ وأكتب أكثر؟
- مالذي سأفتقده تحديداً من تركي لها ومالذي سأحصل عليه منها في المقابل؟
- هل هناك بدائل؟
ونعم، وجدت نفسي مدمن عليها، حيث واجهت صعوبات في التأقلم لأول يومين، لكن بعد اليوم الثالث بدأت الأمور تصبح طبيعية نوعاً ما. أكثر مافتقدت هو قراءة تغريدات تويتر المتعلقة بالتقنية والأخبار المحلية مع العالمية (نعم لم أكن أستخدمه للتواصل بل فقط كـ News Feed). وأيضاً شعرت بأنني مقطوع كلياً عن العالم، لكن في الجهة المقابلة، شعرت بأنني حر نوعاً ما من بعض القيود، مما سببت لي نوع من الراحة نفسية، فلا ارتبطات اجتماعية أو مايقابلها، حيث لا أشعر بأني مضطر لأن أخرج هاتفي في أي وقت لأرى آخر التحديثات والمنشورات مع التغريدات، أو أسابقها كي أستطيعها استعابها كلها. لكن للأسف لم أستطع أن أكون منتجاً أكثر، ليست المقاطعة هي السبب، بل طرأت في حياتي الخاصة عدة أشياء أشغلتني كثيراً عن القراءة والكتابة في هذا الأسبوع، حيث كان علي الإهتمام بأمور كثيرة، مما حدّ علي إيجاد بعض البدائل للشبكات الإجتماعية. وبسبب هذا فكرت أن أعيد التجربة لأنه لم تكتمل الأهداف التي وضعتها لنفسي، لكن استطعت أن أكمل الأسبوع بنجاح.
الخلاصة: كانت تجربة غريبة نوعاً ما، بغض النظر عن فشلي في تحقيق بعض الأهداف، لكن على الأقل أصبحت لدي القدرة على السيطرة على نفسي أكثر بخصوصها، لذا أود أن أعيد التجربة تحت ظروف آخرى، لأرى ماسيحصل. لدي تجربة آخرى أود خوضها وهي أسبوع من دون إنترنت، لكن ستتطلب مني شجاعة أقوى لأستطيع تحقيقها!